[ ص: 172 ] شهادة مبتدع الرأي   
فصل : والضرب الثالث : أن يبتدع رأيا ولا يعتقد به تكفير مخالفه ، فهو على ضربين :  
أحدهما : أن يرتكب فيه الهوى ولا يتمسك فيه بتأويل : فهو ضال يحكم بفسقه ورد شهادته ، قال الله تعالى :  وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى   فإن الجنة هي المأوى      [ النازعات : 40 ، 41 ] .  وسنة  عمر      - رضي الله عنه - في  صبيغ   ، وكان من  أهل  المدينة    يطوف بها ، ويسأل عن الشبهات ، ويميل إلى المخالفة ، فأمر به وضرب بالجريد ، وشهر  بالمدينة   ، ونفي عنها     .  
وقال  الشافعي      - رحمه الله - في بعض أهل الأهواء : سنتي فيه سنة  عمر   في  صبيغ   ، ولأن من ارتكب الهوى ولم يتبع الدليل ، فقد ضل وأضل ، إذ لا يفرق بين حق وباطل ، ولا بين صحيح وفاسد ، ولأن الهوى أسرع إلى الباطل من الحق ، لخفة الباطل وثقل الحق .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					