( ولفظها لبيك ) أي أنا مقيم على طاعتك مأخوذ من لب بالمكان لبا وألب به إلبابا إذا أقام به ، وزاد الأزهري : أي إقامة بعد إقامة وإجابة بعد إجابة وهو مثنى مضاف أريد به التكثير سقطت نونه لإضافة ( اللهم ) أصله يا الله حذف حرف النداء وعوض عنه الميم ( لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ) أراد بنفي الشريك مخالفة المشركين فإنهم يقولون لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك ( إن الحمد ) بكسر الهمزة على الاستئناف وهو كما قال المصنف أصح وأشهر ، ويجوز فتحها على التعليل : أي لأن [ ص: 274 ] الحمد ( والنعمة لك ) بنصب النعمة في الأشهر ، ويجوز رفعها على الابتداء وحينئذ فخبر إن محذوف ولذا قال ابن الأنباري وإن شئت جعلت خبر إن محذوفا : أي إن الحمد لك والنعمة مستقرة لك ( والملك لا شريك لك ) للاتباع ، ويسن أن لا يزيد على هذه الكلمات ولا ينقص عنها فإن زاد لم يكره ، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يزيد كما في مسلم لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل ، وتسن وقفة لطيفة على والملك ، ثم يبتدئ بلا شريك لك وأن يكرر التلبية جميعها ثلاثا ( وإذا رأى ما يعجبه ) أو يكرهه وتركه المصنف اكتفاء بذكر مقابله كما في { سرابيل تقيكم الحر } أي والبرد ( قال ) ندبا ( لبيك إن العيش ) أي الحياة المطلوبة الدائمة الهنية ( عيش ) أي حياة الدار ( الآخرة ) فقد قاله عليه الصلاة والسلام حين وقف بعرفات ورأى جمع المسلمين ، وقاله في أشد أحواله في حفر الخندق رواه الشافعي فيهما .


