الرابع : في سيرته صلى الله عليه وسلم في الكنى .  
روى  البخاري  في الأدب عن هانئ بن يزيد-  رضي الله تعالى عنه- أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قومه فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يكنونه بأبي الحكم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله هو الحكم وإليه الحكم كله ، فلم تكنيت بأبي الحكم ؟ قال : لا ، ولكن قومي إذا اختلفوا في شيء فأتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين ، قال : ما أحسن هذا ثم قال ما لك من الولد ، قلت له : شريح  وعبد الله   ومسلم  بنو هانئ فقال : من أكبرهم ؟ 
قلت : شريح ، قال : فأنت أبو شريح ،  ودعا له ولولده ، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمون رجلا منهم عبد الحجر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اسمك ؟ فقال عبد الحجر قال : لا أنت عبد الله . 
قال شريح : وإن هانئ  لما حضر رجوعه إلى بلاده أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني أي شيء يوجب لي الجنة ، قال : عليك بحسن الكلام ، وبذل الطعام . 
وروى الشيخان عن أبي حازم  أن رجلا جاء إلى  سهل بن سعد-  رضي الله تعالى عنه- فقال : هذا فلان ، لأمير المدينة  يذكر  عليا  عند المنبر ، فقال : فماذا يقول . قال : يقول ، أبو تراب ،  فضحك وقال : والله ما سماه به إلا النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بتمامه في مناقب سيدنا  علي-  رضي الله تعالى عنه- . 
وروى  البخاري  في الأدب عن  سهل بن سعد-  رضي الله تعالى عنه- قال : إن كان أحب أسماء  علي  إليه لأبا تراب ،  وكان ليفرح أن يدعى بها ، وما كناه أبا تراب ،  إلا النبي صلى الله عليه وسلم غاضب يوما فاطمة  فاضطجع إلى جدار المسجد ، وجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه فقال : هو ذا مضطجع في الجدار فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد امتلأ ظهره ترابا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح  [ ص: 363 ] التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب .  
وروى  أبو داود  عن  المغيرة بن شعبة-  رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه (بأبي عيسى ) . 
وروى  أحمد   والترمذي  عن  أنس-  رضي الله تعالى عنه- قال : كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حمزة  ببقلة كنت أجتنيها . 
وروى  ابن ماجه  عن  صهيب-  رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي يحيى . 
وروى  الإمام أحمد  عن حمزة بن صهيب-  رضي الله تعالى عنه- أن  صهيبا  كان يكنى أبا يحيى  فقال  عمر بن الخطاب ، -  رضي الله تعالى عنه- : يا  صهيب ،  ما لك تكنى أبا يحيى ، وليس لك ولد ؟ فقال  صهيب :  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى .  
وروى  البخاري  في الأدب عن  أنس-  رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ، ولي أخ صغير ، يكنى أبا عمير ،  وكانت له نغر يلعب به ، فمات فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فرآه حزينا ، فقال : ما شأنه ؟ فقال : مات نغيره ، فقال : يا أبا عمير ،  ما فعل النغير ؟ . 
وروى  البخاري  في الأدب عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت : يا رسول الله كنيت نساءك ، وما كنيتني ؟ فقال : تكني بابن أختك عبد الله يعني ابن الزبير ،  وكانت تكنى بأم عبد الله . 
وروى  البزار  برجال ثقات غير أبي المنهال البكراوي  فيحرر رجاله عن  أبي بكرة-  رضي الله تعالى عنه- قال : لما كان يوم الطائف ، تدليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكرة فقال : أنت  أبو بكرة .  
روى  البخاري  عن  أسامة بن زيد-  رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية ، وأردف أسامة  وراءه ، يعود  سعد بن عبادة  قبل واقعة بدر ، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول ،  وذلك قبل أن يسلم عبد الله  وفي المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين وعباد الأوثان واليهود ، وفي المجلس  عبد الله بن رواحة  فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي  أنفه بردائه قال : لا تغبروا علينا . فسلم النبي صلى الله عليه وسلم ووقف ونزل ، فدعاهم إلى الله ، فقرأ عليهم القرآن فقال له عبد الله بن أبي :  يا أيها المرء ، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا ، فلا تؤذنا به في مجالسنا وارجع إلى  [ ص: 364 ] رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه . قال  ابن رواحة :  بلى يا رسول الله ، فاغشنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك . فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا ، فركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على  سعد بن عبادة  فقال له : أي سعد ،  ألم تسمع ما قال أبو حباب- يريد عبد الله ابن أبي-  
قال سعد :  يا رسول الله ، اعف عنه ، واصفح ، فلقد أعطاك الله ما أعطاك ، ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه ، فلما رد ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك ، فذلك الذي فعل به ما رأيت . 
الخامس : في اختصاره صلى الله عليه وسلم بعض أسماء أصحابه .  
روى  البخاري  في الأدب عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا  عائش ،  هذا جبريل ،  يقرأ عليك السلام ، قالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . 
وروى  البخاري  في الأدب عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  لعثمان-  رضي الله تعالى عنه- اكتب يا عثم .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					