[ جهجاه  وسنان  وما كان من ابن أبي     ] 
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الماء ، وردت واردة الناس ، ومع  عمر بن الخطاب  أجير له من بني غفار  ، يقال له : جهجاه بن مسعود  يقود فرسه ، فازدحم جهجاه  وسنان بن وبر الجهني  ، حليف بني عوف بن الخزرج على الماء ، فاقتتلا ، فصرخ الجهني    : يا معشر الأنصار  ، وصرخ جهجاه    : يا معشر المهاجرين  ؛ فغضب عبد الله بن أبي ابن سلول  وعنده رهط من   [ ص: 291 ] قومه فيهم :  زيد بن أرقم  ، غلام حدث ، فقال : أوقد فعلوها ، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما أعدنا وجلابيب قريش  إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل 
ثم أقبل على من حضره من قومه ، فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتوهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم . فسمع ذلك  زيد بن أرقم  ، فمشى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك عند فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه ، فأخبره الخبر ، وعنده  عمر بن الخطاب  ، فقال : مر به  عباد بن بشر  فليقتله ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكيف يا عمر  إذا تحدث الناس أن محمدا  يقتل أصحابه لا ولكن أذن بالرحيل وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها ، فارتحل الناس   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					