[ ص: 292 ] القسم الرابع في الخصائص والكرامات ) . 
1565 - ( 1 ) - قوله : روي أنه { تزوج امرأة فرأى بكشحها بياضا ، فقال : الحقي بأهلك    }  الحاكم  في المستدرك من حديث  كعب بن عجرة  وفيه : أنها من بني غفار  ، وفي إسناده جميل بن زيد  وقد اضطرب فيه وهو ضعيف ، فقيل عنه هكذا ، وقيل : عن  ابن عمر  ، وقيل : عن زيد بن كعب أو كعب بن زيد  ، وأخرجه ابن عدي   والبيهقي    . وقال  الحاكم    : اسمها أسماء بنت النعمان  ، وقلت : والحق أنها غيرها ، فإن بنت النعمان هي الجونية  كما مضى . 
حديث الأشعث بن قيس    : { أنه نكح المستعيذة في زمان  عمر بن الخطاب  ، فأمر برجمها فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم فارقها قبل أن يمسها ، فخلاهما   }. هذا الحديث تبع في إيراده هكذا الماوردي  ، والغزالي  ، وإمام الحرمين  ، والقاضي  الحسين  ، ولا أصل له في كتب الحديث . 
نعم روى أبو نعيم  في المعرفة في ترجمة قتيلة  من حديث  داود  عن الشعبي  مرسلا . وأخرجه  البزار  من وجه آخر عن  داود  ، عن عكرمة  ، عن  ابن عباس  موصولا ، وصححه  ابن خزيمة  والضياء  من طريقه في المختار : { أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق قتيلة بنت قيس  أخت الأشعث  ، طلقها قبل الدخول ، فتزوجها  عكرمة بن أبي جهل  ، فشق ذلك على أبي بكر  ، فقال له  عمر    : يا خليفة رسول الله إنها ليست من نسائه ، لم يحزها النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد برأها الله منه بالردة   }. وكانت قد ارتدت مع قومها ثم أسلمت ، فسكن أبو بكر    . 
وروى  الحاكم  من طريق هشام بن الكلبي  ، عن أبيه ، عن أبي صالح  ، عن  ابن عباس  قال : خلف على أسماء بنت النعمان  المهاجر بن أبي أمية  ، فأراد  عمر  أن يعاقبها ، فقالت : والله ما ضرب علي الحجاب ، ولا سميت أم المؤمنين ، فكف عنها . 
وروى  الحاكم  بسنده إلى  أبي عبيدة معمر بن المثنى    : أنه تزوج حين  [ ص: 293 ] قدم عليه وفد كندة  قتيلة بنت قيس  أخت الأشعث  ، ولم تدخل عليه ، فقيل : إنه أوصى أن تخير فاختارت النكاح ، فتزوجها  عكرمة بن أبي جهل  بحضرموت  ، فبلغ ذلك  أبا بكر  ، فقال : " لقد هممت بأن أحرق عليهما ، فقال  عمر    : ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل بها ولا ضرب عليها الحجاب ، فسكن " . 
وروى  البيهقي  بإسناده إلى  الزهري  قال : " بلغنا أن العالية بنت ظبيان  التي طلقها تزوجت قبل أن يحرم الله نساءه ، فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم " . قوله : ولا يقال لبناتهن : أخوات المؤمنين ، ولا لأخواتهن : خالات المؤمنين . قلت    : فيه أثر عن عائشة  قالت : أنا أم رجالكم ، ولست أم نسائكم    " أخرجه  البيهقي    . 
قوله : وأما غيرهن فيجوز أن يسألن مشافهة بخلافهن ، قلت    : إن كان المراد السؤال عن العلم فمردود ، فإنه ثابت في الصحيح أنهم كانوا يسألون  عائشة  عن الأحكام والأحاديث مشافهة ، أو لعله أراد بقوله مشافهة مواجهة فيتجه ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					