1572 - ( 8 ) - وأمته معصومة لا تجتمع على الضلالة ، هذا في حديث مشهور له طرق كثيرة ، لا يخلو واحد منها من مقال ، منها لأبي داود  عن أبي مالك الأشعري  مرفوعا : { إن الله أجاركم من ثلاث خلال : ألا يدعو عليكم نبيكم لتهلكوا جميعا ، وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق ، وألا يجتمعوا على ضلالة   }وفي إسناده انقطاع ، وللترمذي   والحاكم  عن  ابن عمر  مرفوعا : { لا تجتمع هذه الأمة على ضلال أبدا   }. وفيه سليمان بن شعبان المدني  وهو ضعيف . وأخرج  الحاكم  له شواهد . 
ويمكن الاستدلال له بحديث  معاوية  مرفوعا : { لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله   }. أخرجه الشيخان . وفي الباب عن  سعد   وثوبان  في  مسلم    . وعن قرة بن إياس  في الترمذي   وابن ماجه    .  [ ص: 296 ] وعن  أبي هريرة  في  ابن ماجه    . وعن  عمران  في أبي داود    . وعن  زيد بن أرقم  عند  أحمد    . 
ووجه الاستدلال منه : أن بوجود هذه الطائفة القائمة بالحق إلى يوم القيامة ، لا يحصل الاجتماع على الضلالة ، وقال  ابن أبي شيبة    : نا  أبو أسامة  ، عن  الأعمش  ، عن  المسيب بن رافع  ، عن يسير بن عمرو  قال : شيعنا أبا مسعود  حين خرج ، فنزل في طريق القادسية  ، فدخل بستانا فقضى حاجته ، ثم توضأ ومسح على جوربيه ، ثم خرج ، وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له : أعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ، ولا ندري هل نلقاك أم لا ، قال : " اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر ، وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد  على ضلالة " . 
إسناده صحيح ، ومثله لا يقال من قبل الرأي ، وله طريق أخرى عنده عن  يزيد بن هارون  ، عن التيمي  ، عن نعيم بن أبي هند    : أن  أبا مسعود  خرج من الكوفة  فقال : " عليك بالجماعة ، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد  على ضلال    " . 
قوله : وصفوفهم كصفوف الأنبياء ، هو في حديث  حذيفة  المتقدم من عند  مسلم  ، لكن بلفظ : الملائكة . قوله : وكان لا ينام قلبه ، تقدم قريبا . قوله : { ويرى من وراء ظهره ، كما يرى من قدامه   }. هو في الصحيحين وغيرهما من حديث  أنس  وغيره ، والأحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحالة الصلاة ،  [ ص: 297 ] وبذلك يجمع بين هذا وبين قوله : { لا أعلم ما وراء جداري هذا   }. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					