الشافعي بلاغا ، وابن أبي شيبة والبيهقي موصولا : " أن عليا بينما هو يخطب ; إذ سمع من ناحية المسجد قائلا يقول : لا حكم إلا لله فذكره إلى آخره وفيه : ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله ، فأشار إليهم بيده : اجلسوا ، نعم لا حكم إلا لله ، [ ص: 86 ] كلمة حق يبتغى بها باطل حكم الله ينتظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا لن نمنعكم مساجد الله ، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا " .
وأصله في مسلم من حديث عبيد الله بن أبي رافع : أن الحرورية لما خرجت عن علي وهو معه ، فقالوا : لا حكم إلا لله ، فقال علي : " كلمة حق أريد بها باطل " . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يمرقون من الدين الحديث بطوله .
قوله : الخوارج فرقة من المبتدعة ، خرجوا على علي ، حيث اعتقدوا أنه يعرف قتلة عثمان ويقدر عليهم ، ولا يقتص منهم ، لرضاه بقتله ، ومواطأته إياهم ، ويعتقدون أن من أتى كبيرة فقد كفر ، واستحق الخلود في النار ، ويطعنون لذلك في الأئمة ، ولا يجتمعون معهم في الجمعة والجماعات ، أعاذنا الله من شرهم ، قال الشافعي : وابن ملجم المرادي قتل عليا متأولا ، قال الرافعي : أراد الشافعي أنه قتله زاعما أن له شبهة وتأويلا باطلا ، وحكى أن تأويله أن امرأة من الخوارج تسمى قطام ، خطبها ابن ملجم ، وكان علي قتل أباها في جملة الخوارج ، فوكلته في القصاص ، وشرطت له مع ذلك ثلاثة آلاف درهم ، وعبدا ، وقينة لتحببه في ذلك ، وفي ذلك قيل :
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة لمثل قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة
وقتل علي بالحسام المسمم فلا مهر أغلا من علي وإن غلا
ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم


