767 - ( 37 ) - قوله : ثبت { أنه صلى الله عليه وسلم كبر على الجنازة أكثر من أربع    }.  مسلم  من طريق  عبد الرحمن بن أبي ليلى  قال : { كان زيد  يكبر على جنائزنا أربعا ، وأنه كبر خمسا ، فسألته ؟ فقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبرها   }  ولأحمد  عن  حذيفة    : { أنه صلى على جنازة فكبر خمسا   }وفيه أنه رفعه . 
وروى  ابن عبد البر  من طريق عثمان بن أبي زرعة  ، قال : توفي أبو سريحة الغفاري   [ ص: 244 ] فصلى عليه  زيد بن أرقم  ، فكبر عليه أربعا . 
وروى  البخاري  في صحيحه ، عن  علي  أنه كبر على  سهل بن حنيف  ، زاد  البرقاني  في مستخرجه ستا . وكذا ذكره  البخاري  في تاريخه ،  وسعيد بن منصور  ، ورواه ابن أبي خيثمة  من وجه آخر ، عن  يزيد بن أبي زياد  ، عن  عبد الله بن معقل  فقال : خمسا ، وعنه : أنه صلى على  أبي قتادة  فكبر عليه سبعا . رواه  البيهقي  وقال : إنه غلط ; لأن  أبا قتادة  عاش بعد ذلك ، قلت : وهذه علة غير قادحة ; لأنه قد قيل : إن  أبا قتادة  قد مات في خلافة  علي  ، وهذا هو الراجح . 
وروى  سعيد بن منصور  من طريق  الحكم بن عتيبة  أنه قال : كانوا يكبرون على أهل بدر  خمسا ، وستا ، وسبعا ، وذكرها ابن أبي حاتم  في العلل من حديث محمد بن مسلمة  أنه قال : السنة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ أم القرآن في نفسه ، ثم يدعو ويخلص الدعاء للميت ، ثم يكبر ثلاثا ، ثم يسلم وينصرف ، ويفعل من وراءه ذلك ، قال : سألت أبي عنه ، فقال : هذا خطأ ، إنما هو  حبيب بن مسلمة    . قلت : حديث حبيب  في المستدرك من طريق  الزهري  ، عن  أبي أمامة بن سهل بن حنيف  أنه أخبره رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص الدعاء في التكبيرات الثلاث ، ثم يسلم تسليما خفيا . والسنة أن يفعل من وراءه مثل ما فعل إمامه   }. قال  الزهري    : سمعه  ابن المسيب  منه فلم ينكره ، قال : وذكرته لمحمد بن سويد  فقال : وأنا سمعت  الضحاك بن قيس  يحدث عن  حبيب بن مسلمة  في صلاة صلاها على الميت مثل الذي حدثنا أبو أمامة    . 
768 - ( 38 ) - قوله : والأربع أولى ، لاستقرار الأمر عليها واتفاق  [ ص: 245 ] الصحابة . أما استقرار الآمر : فروى  الحاكم  من حديث  أنس    {   : كبرت الملائكة على آدم  أربعا ، وكبر  أبو بكر  على النبي صلى الله عليه وسلم أربعا ، وكبر  عمر  على أبي بكر  أربعا ، وكبر  صهيب  على  عمر  أربعا ، وكبر  الحسن بن علي  على  علي  أربعا ، وكبر  الحسين  على الحسن  أربعا   } ، قلت : وفيه موضعان منكران : أحدهما : أن  أبا بكر  كبر على النبي وهو يشعر بأن أبا بكر  أم الناس في ذلك ، والمشهور أنهم صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم أفرادا كما سيأتي . والثاني : أن  الحسين  كبر على الحسن    ; والمعروف أن الذي أم في الصلاة عليه  سعيد بن العاص  كما سيأتي ، قال  الحاكم    : وله شاهد من حديث  ابن عباس  ، وأخرجه وفيه الفرات بن سلمان  ، ولفظه : آخر { ما كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنائز أربعا   }. فذكر قال  الحاكم    : ليس من شرط الكتاب . ورواه  البيهقي  من طريق عكرمة  ، عن  ابن عباس  ، وقال : تفرد به النضر بن عبد الرحمن  وهو ضعيف ، وروي هذا اللفظ من وجوه أخر كلها ضعيفة ، وقال  الأثرم    : رواه محمد بن معاوية النيسابوري  ، عن أبي المليح  ، عن  ميمون بن مهران  ، عن  ابن عباس  ، وقد سألت  أحمد  عنه فقال : محمد  هذا روى أحاديث موضوعة منها هذا ، واستعظمه أبو عبد الله  ، وقال : كان أبو المليح  أتقى الناس وأصح حديثا من أن يروي مثل هذا ، وقال حرب  عن  أحمد    : هذا الحديث إنما رواه محمد بن زياد الطحان  ، وكان يضع الحديث . 
وروى ابن الجوزي  في الناسخ والمنسوخ له ، من طريق ابن شاهين  بسنده إلى  ابن عمر  ، وفيه زافر بن سليمان  رواه عن أبي العلاء  ، عن  ميمون بن مهران  ، عن  ابن عمر  كذا قال ، وخالفه غيره ولا يثبت فيه شيء ، ورواه الحارث بن أبي أسامة  ، عن جعفر بن حمزة  ، عن فرات بن السائب  ، عن  ميمون بن مهران  ، عن  ابن عمر  نحوه ، وأما اتفاق الصحابة على ذلك : فقال  علي بن الجعد    : ثنا  شعبة  ، عن  عمرو بن مرة  ، سمعت  سعيد بن المسيب  يقول : إن  عمر  قال : كل ذلك فقد كان أربعا وخمسا ،  [ ص: 246 ] فاجتمعنا على أربع . رواه  البيهقي  ، ورواه  ابن المنذر  من وجه آخر عن  شعبة    . 
وروى  البيهقي  أيضا عن أبي وائل  قال : { كانوا يكبرون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا ، وخمسا ، وستا ، وسبعا   } ، فجمع  عمر  أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبر كل رجل منهم بما رأى ، فجمعهم  عمر  على أربع تكبيرات . ومن طريق إبراهيم النخعي    : اجتمع . أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي مسعود  فأجمعوا على أن التكبير على الجنازة أربع . 
وروى بسنده إلى الشعبي    : صلى  ابن عمر  على زيد بن عمر  وأمه  أم كلثوم بنت علي  ، فكبر أربعا ، وخلفه  ابن عباس  ،  والحسين بن علي  ،  وابن الحنفية بن علي  ، قال : وممن روينا عنه الأربع  ابن مسعود  ،  وأبو هريرة  ،  وعقبة بن عامر  ،  والبراء بن عازب  ،  وزيد بن ثابت    . وغيرهم . 
وروى  ابن عبد البر  في الاستذكار ، من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة  ، عن أبيه قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر على الجنائز أربعا ، وخمسا ، وسبعا ، وثمانيا ، حتى جاء موت  النجاشي  ، فخرج إلى المصلى وصف الناس وراءه ، وكبر عليه أربعا ، ثم ثبت النبي صلى الله عليه وسلم على أربع ، حتى توفاه الله عز وجل   }. وروى  ابن أبي شيبة  ،  والطحاوي  ،  والدارقطني  ، من طريق عبد خير  قال : { كان  علي  يكبر على أهل بدر  ستا ، وعلى الصحابة خمسا وعلى سائر المسلمين أربعا   }. 
حديث  جابر    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فيها بأم القرآن   }. تقدم من رواية  الشافعي  ، وفيه بقية طرقه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					