[ ص: 45 ] كتاب السير جمع سيرة وهي الطريقة  ،  والمقصود منها هنا أصالة الجهاد المتلقى تفصيله من سيرته صلى الله عليه وسلم في غزواته  ،  وهي سبع وعشرون . 
والأصل فيه آيات كثيرة وأحاديث صحيحة شهيرة ( كان الجهاد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم    ) قبل الهجرة ممتنعا ; لأن الذي أمر به صلى الله عليه وسلم أول الأمر هو التبليغ والإنذار والصبر على أذى الكفار تألفا لهم  ،  ثم أذن الله بعدها للمسلمين في القتال بعد نهيه عنه في نيف وسبعين آية إذا ابتدأهم الكفار به  ،  ثم أباح الابتداء به في غير الأشهر الحرم  ،  ثم في السنة الثامنة بعد الفتح أمر به على الإطلاق بقوله { انفروا خفافا وثقالا    }  ،  { وقاتلوا المشركين كافة    } وهذه آية السيف  ،  وقيل التي قبلها ( فرض كفاية ) لا عين لكن على التفصيل المذكور  ،  وإلا لتعطل المعاش  ،  ولأنه تعالى فاضل بين المجاهدين والقاعدين ووعد كلا الحسنى بقوله { لا يستوي القاعدون    } الآية  [ ص: 46 ] والعاصي لا يوعد بها ولا تفاضل بين مأجور ومأزور ( وقيل ) فرض ( عين ) لقوله تعالى { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما    } والقاعدون في الآية كانوا حراسا  ،  ورد بأن ذلك الوعيد لمن عينه صلى الله عليه وسلم لتعين الإجابة حينئذ أو عند قلة المسلمين 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					