301  - وأخبرنا  أبو المظفر  ، أنا أبو علي الشافعي  ، نا ابن فراس  ، نا الديبلي  ، نا سعيد بن عبد الرحمن  ، نا  ابن عيينة  ، عن  الوليد بن كثير  ، عن  ابن تدرس  ، عن  أسماء بنت أبي بكر  رضي الله عنها أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: كان المشركون قعودا في المسجد الحرام  فتذكروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يقول في آلهتهم، فبينا هم كذلك إذ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد  فقاموا إليه، وكان إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا: ألست تقول في آلهتنا كذا وكذا؟ قال: بلى. قال: فتشبثوا به بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر   - رضي الله عنه - فقيل له: أدرك صاحبك فخرج أبو بكر   - رضي الله عنه -، ودخل المسجد  فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس مجتمعون عليه فقال: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟ قالت: فلهوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبلوا على أبي بكر  قالت: فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئا من غدائه إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام. 
أخبرنا  أبو المظفر  ، أنا أبو علي  ، نا ابن فراس  ، نا الديبلي  ، نا المخزومي  ، نا  ابن عيينة  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه أن  أبا بكر الصديق   - رضي الله عنه - أعتق سبعة كلهم يعذب في الله:  بلال  ، وعامر  [ ص: 322 ] بن فهيرة  ، والنهدية  وابنتها، وزنيرة،  وأم عميس،  وأمة بني المؤمل،  وزاد سفيان  ، وأما زنيرة  فكانت رومية وكانت لبني عبد الدار بن قصي،  فلما أسلمت عميت فقالوا: أعمتها اللات والعزى. فقالت: هي تكفر باللات والعزى فرد إليها بصرها. 
وأما بلال  فاشتراه وهو مدفون بالحجارة فقالوا: لو أبيت إلا أوقية واحدة لبعناكه، فقال أبو بكر   - رضي الله عنه -: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته، وفيه نزلت: وسيجنبها الأتقى  الذي يؤتي ماله يتزكى   . إلى آخرها. 
قال: وأسلم  أبو بكر الصديق   - رضي الله عنه - وله أربعون ألفا فأنفقها كلها في سبيل الله تعالى. 
 [ ص: 323 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					