[ ص: 134 ] مسألة ) . اتفق الناس فيما علمت على تكفير إبليس  بقضيته مع آدم  عليه السلام  ،  وليس مدرك الكفر فيها الامتناع من السجود  ،  وإلا لكان كل من أمر بالسجود فامتنع منه كافرا  ،  وليس الأمر كذلك  ،  ولا كان كفره لكونه حسد آدم  على منزلته عند الله تعالى  ،  وإلا لكان كل حاسد كافرا  ،  ولا كان كفره لعصيانه وفسوقه من حيث هو عصيان وفسوق  ،  وإلا كان كل عاص وفاسق كافرا وقد أشكل ذلك على جماعة من الفقهاء وينبغي أن تعلم أن إبليس إنما كفر بنسبة الله تعالى إلى  [ ص: 135 ] الجور والتصرف الذي ليس بمرضي ظهر ذلك من فحوى قوله { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين    } ومراد أن إلزام العظيم الجليل بالسجود للحقير من التصرف الرديء والجور والظلم فهذا وجه كفره  ،  وقد أجمع المسلمون على أن من نسب الله تعالى لذلك فقد كفر  ؛  لأنه من الجرأة العظيمة . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					