مطلب : : في قراءة القرآن بالألحان . 
وكره الإمام  أحمد  رضي الله عنه قراءة الألحان وقال هي بدعة . وفي الحديث في أشراط الساعة { أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء    } . وقال  رضي الله عنه في رواية يعقوب    : لا يعجبني أن يتعلم الرجل الألحان إلا أن يكون حزمه مثل حزم أبي موسى    . 
وفي لفظ إلا أن يكون ذلك حزمه فيقرأ بحزن مثل صوت أبي موسى    . وذكر  الشافعي  رضي الله عنه في موضع : أكره القراءة بالألحان ، وفي موضع : لا أكرهها . 
 [ ص: 398 ] وقال القاضي عياض    : اختلفوا في القراءة بالألحان فكرهها  مالك  والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم . وأباحها  أبو حنيفة  وجماعة من السلف  للأحاديث ، ولأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية وإقبال النفوس على استماعه . وقال شيخ الإسلام  قدس الله روحه : قراءة القرآن بصفة التلحن  الذي يشبه تلحن الغناء مكروه مبتدع ، نص على ذلك  مالك   والشافعي   وأحمد  وغيرهم من الأئمة  رضي الله عنهم . وفي الإقناع : فإن حصل معها أي الألحان تغير نظم القرآن وجعل الحركات حروفا حرم . 
ولا يكره الترجيع وتحسين القراءة  بل ذلك مستحب لحديث  أبي هريرة  رضي الله عنه مرفوعا { ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به    } رواه  البخاري    . 
وقال  صلى الله عليه وسلم { زينوا القرآن بأصواتكم    } وقال { ليس منا من لم يتغن بالقرآن    } قالت طائفة من العلماء : معناه تحسين قراءته وترنمه به ورفع صوته بها . وذكر  أبو عبيدة  وجماعة يتغنى به . . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					