مطلب : في كراهة النوم بعد الفجر والعصر : ونومك بعد الفجر والعصر أو على قفاك ورفع الرجل فوق أختها امدد ( و ) يكره ( نومك ) أيها المكلف ( بعد ) صلاة ( الفجر ) لأنها ساعة [ ص: 355 ] تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها ، فإن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له : قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق .
وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر ، وذلك لأنه وقت طلب الرزق والسعي فيه شرعا وعرفا عند العقلاء . وفي الحديث { اللهم بارك لأمتي في بكورها } .
وفي غريب أبي عبيد قال : وفي حديث عمر رضي الله عنه { إياك ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة } قال : ومعنى مبخرة تزيد في البخار وتغلظه .
ومجفرة قاطعة للنكاح .
ومجعرة ميبسة للطبيعة " .
( و ) يكره نومك أيضا بعد ( العصر ) فإنه يخاف على عقل من نام في تلك الساعة .
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : يكره أن ينام بعد العصر يخاف على عقله .
وروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه } حديث ضعيف .
قال في شرح أوراد أبي داود : كلما قرب النوم من الطرفين يعني طرفي النهار قل نفعه وكثر ضرره .


