يوم ذي نجب  
وكان من حديث يوم ذي نجب أن بني عامر  لما أصابوا من تميم  ما أصابوا يوم جبلة رجوا أن يستأصلوهم ، فكاتبوا  حسان بن كبشة الكندي  ، وكان ملكا من ملوك كندة  ، وهو  حسان بن معاوية بن حجر  فدعوه إلى أن يغزو معهم بني حنظلة  من تميم  ، فأخبروه أنهم قد قتلوا فرسانهم ورؤساءهم ، فأقبل معهم بصنائعه ومن كان معه . فلما أتى بني حنظلة  خبر مسيرهم قال لهم  عمرو بن عمرو     : يا بني مالك  إنه لا طاقة لكم بهذا الملك وما معه من العدد ، فانتقلوا من مكانكم ، وكانوا في أعالي الوادي مما يلي مجيء القوم ، وكانت بنو يربوع  بأسفله ، فتحولت بنو مالك  حتى نزلت خلف بني يربوع  ، وصارت بنو يربوع  تلي الملك . 
فلما رأوا ما صنع بنو مالك  استعدوا وتقدموا إلى طريق الملك . فلما كان وجه الصبح وصل  ابن كبشة  فيمن معه وقد استعد القوم فاقتتلوا ، فلما رآهم بنو مالك  وصبرهم في القتال ساروا إليهم وشهدوا معهم القتال ، فاقتتلوا مليا فضرب  حشيش بن نمران الرياحي  ابن كبشة  الملك على رأسه فصرعه ، فمات ، وقتل  عبيدة بن مالك بن جعفر  ، وانهزم  طفيل بن مالك  على فرسه قرزل ، وقتل  عمرو بن الأحوص بن جعفر  وكان رئيس عامر  ، وانهزم بنو عامر  وصنائع  ابن كبشة     . 
قال  جرير  في الإسلام يذكر اليوم بذي نجب : بذي نجب ذدنا وواكل  مالك  أخا لم يكن عند الطعان بواكل 
وكان يوم ذي نجب بعد يوم ذي جبلة بسنة .   [ ص: 534 ] وبقي  الأحوص  بعد ابنه  عمرو  يسيرا وهلك أسفا عليه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					