[ ص: 53 ]   47 
ثم دخلت سنة سبع وأربعين 
في هذه السنة كان مشتى  مالك بن هبيرة  بأرض الروم  ، ومشتى  عبد الرحمن القيني  بأنطاكية    . 
ذكر عزل   عبد الله بن عمرو  عن مصر  وولاية ابن حديج  
وفيها عزل   عبد الله بن عمرو بن العاص  عن مصر  ووليها   معاوية بن حديج  وكان عثمانيا ، فمر به   عبد الرحمن بن أبي بكر  ، فقال له : يا  معاوية  قد أخذت جزاءك من  معاوية  ، قد قتلت أخي  محمد بن أبي بكر  لتلي مصر  فقد وليتها . فقال : ما قتلت  محمدا  إلا بما صنع  بعثمان     . فقال  عبد الرحمن     : فلو كنت إنما تطلب بدم  عثمان  لما شاركت  معاوية  فيما صنع حيث عمل  عمرو  بالأشعري ما عمل فوثبت أول الناس فبايعته . 
(  حديج  بضم الحاء المهملة ، وفتح الدال المهملة ، وبالجيم ) . 
ذكر غزوة الغور  في هذه السنة سار   الحكم بن عمرو  إلى جبال الغور  فغزا من بها ، وكانوا ارتدوا ، فأخذهم بالسيف عنوة وفتحها وأصاب منها مغانم كثيرة وسبايا ، ولما رجع  الحكم  من هذه الغزوة مات بمرو  في قول بعضهم ، وكان  الحكم  قد قطع النهر في ولايته ولم   [ ص: 54 ] يفتح . وكان أول المسلمين شرب من النهر مولى  للحكم  اغترف بترسه فشرب وناول  الحكم  فشرب وتوضأ وصلى ركعتين ، وكان أول المسلمين فعل ذلك ثم رجع . 
ذكر مكيدة  للمهلب   
وكان  المهلب  مع   الحكم بن عمرو  بخراسان  ، وغزا معه بعض جبال الترك  فغنموا ، وأخذ الترك  عليهم الشعاب والطرق ، فعيي  الحكم  بالأمر ، فولى  المهلب  الحرب ، فلم يزل يحتال حتى أسر عظيما من عظماء الترك  ، فقال له : إما أن تخرجنا من هذا الضيق أو لأقتلنك . فقال له : أوقد النار ( حيال طريق ) من هذه الطرق وسير الأثقال نحوه فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما سواه من الطرق فبادرهم إلى طريق آخر فما يدركونكم حتى تخرجوا منه ، ففعل ذلك ، فسلم الناس بما معهم من الغنائم . 
وحج بالناس هذه السنة  عتبة بن أبي سفيان  ، وقيل :  عنبسة بن أبي سفيان  ، وكان الولاة من تقدم ذكرهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					