ذكر البيعة  لمحمد بن عبد المؤمن  بولاية عهد أبيه  
في هذه السنة أمر  عبد المؤمن  بالبيعة لولده  محمد  بولاية عهده ، وكان الشرط والقاعدة بين  عبد المؤمن  وبين  عمر هنتاتي  أن يلي  عمر  الأمر بعد  عبد المؤمن     ; فلما تمكن  عبد المؤمن  من الملك وكثر أولاده أحب أن ينقل الملك إليهم ، فأحضر أمراء العرب من هلال  ورعبة  وعبدي  وغيرهم إليه ووصلهم وأحسن إليهم ، ووضع عليهم من يقول لهم ليطلبوا من  عبد المؤمن  ، ويقولوا له : نريد أن تجعل لنا ولي عهد من ولدك يرجع الناس إليه بعدك ; ففعلوا ذلك ، فلم يجبهم إكراما  لعمر هنتاتي  لعلو منزلته في الموحدين  ، وقال لهم : إن الأمر  لأبي حفص عمر     ; فلما علم  عمر  ذلك خاف على نفسه ، فحضر عند  عبد المؤمن  وأجاب إلى خلع نفسه ، فحينئذ بويع  لمحمد  بولاية العهد ، وكتب إلى جميع بلاده بذلك ، وخطب له فيها جميعها ، فأخرج  عبد المؤمن  في   [ ص: 231 ] ذلك اليوم من الأموال شيئا كثيرا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					