ذكر عود  سنقر الهمذاني  إلى اللحف  وانهزامه  
في هذه السنة عاد  سنقر الهمذاني  إلى إقطاعه ، وهو قلعة الماهكي  وبلد اللحف  ، وكان الخليفة قد أقطعه  للأمير قايماز العميدي  ، ومعه أربعمائة فارس ، فأرسل إليه  سنقر  يقول له : ارحل عن بلدي ، فامتنع ، فسار إليه ، وجرى بينهما قتال شديد انهزم فيه  العميدي  ، ورجع إلى بغداد  بأسوأ حال . 
فبرز الخليفة ، وسار في عساكره إلى  سنقر  ، فوصل إلى النعمانية  وسير العساكر مع  ترشك  ورجع إلى بغداد  ، ومضى  ترشك  نحو  سنقر الهمذاني  ، فتوغل  سنقر  في الجبال هاربا ، ونهب  ترشك  ما وجد له ولعسكره من مال وسلاح وغير ذلك ، وأسر   [ ص: 265 ] وزيره ، وقتل من رأى من أصحابه ، ونزل على الماهكي  وحصرها أياما ، ثم عاد إلى البندنيجين  ، وأرسل إلى بغداد  بالبشارة . 
وأما  سنقر  فإنه لحق  بملكشاه  فاستنجده ، فسير معه خمس مائة فارس ، فعاد ، ونزل على قلعة هناك ، وأفسد أصحابه في البلاد ، وأرسل  ترشك     [ إلى ] بغداد  يطلب نجدة ، فجاءته ، فأراد  سنقر  أن يكبس  ترشك  ، فعرف ذلك ، فاحترز ، فعدل  سنقر  إلى المخادعة ، فأرسل رسولا إلى  ترشك  يطلب منه أن يصلح حاله مع الخليفة ، فاحتبس  ترشك  الرسول عنده وركب فيمن خف من أصحابه ، فكبس  سنقر  ليلا ، فانهزم هو وأصحابه ، وكثر القتل فيهم ، وغنم  ترشك  أموالهم ودوابهم وكل ما لهم ونجا  سنقر  جريحا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					