[ ص: 221 ] 248 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في افتتاحه الصلاة بعد الذي ذكرناه عنه في الباب الأول : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ، لا يصرف سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والخير كله بيديك ، والشر ليس إليك ، أنا بك وإليك ، وتباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك .
1562 - حدثناه يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الماجشون ، قال : أخبرني عمي ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، [ ص: 222 ] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرناه في ترجمة هذا الباب .
1563 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : قال عبد الله بن رجاء ، حدثنا عبد العزيز بن الماجشون .
وحدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا الوهبي وعبد الله بن صالح ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن الماجشون ، عن الماجشون وعبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، ثم ذكر بإسناده مثله .
فتأملنا قوله صلى الله عليه وسلم : والشر ليس إليك ، فوجدناه محتملا أن يكون أراد به : والشر غير مقصود به إليك ؛ لأن من يعمل الخير يقصد به إلى الله عز وجل رجاء ثوابه وإنجاز ما وعد عليه ، ومن عمل شرا فليس يقصد به إلى الله عز وجل . وإن كان كل واحد من الخير ومن الشر ، فمن الله عز وجل ، كما قال عز وجل : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله ، أي : فإن ذلك كله من عند الله فييسر أهل السعادة للخير فيعملونه فيثيبهم ويجازيهم عليه ، وييسر أهل الشقاء للشر فيعملونه فيعاقبهم عليه ، إلا أن يعفو عنهم فيما يجوز عفوه عن مثله ، وهو ما خلا الشرك به والله نسأله التوفيق .
وقد أجاز لنا هارون بن محمد العسقلاني ، عن الغلابي ، عن أبي [ ص: 223 ] زكريا يحيى بن معين ، قال : قال النضر بن شميل : والشر ليس إليك ، تفسيره : والشر لا يتقرب به إليك .


